مشاركة مميزة
"فضائح التصنيع في الصين: كيف تورّطت ماركات أمريكية عالمية في قضايا أخلاقية وجودة؟"
"فضائح التصنيع في الصين: كيف تورّطت ماركات أمريكية عالمية في قضايا أخلاقية وجودة؟" في السنوات الأخيرة، تصدّرت عناوين الأخبار العديد من الفضائح التي طالت…

"فضائح التصنيع في الصين: كيف تورّطت ماركات أمريكية عالمية في قضايا أخلاقية وجودة؟"
في السنوات الأخيرة، تصدّرت عناوين الأخبار العديد من الفضائح التي طالت ماركات أمريكية وعالمية كبرى، ليس بسبب منتجاتها فقط، بل بسبب طريقة تصنيعها في الصين. وبينما تلجأ هذه الشركات للتصنيع هناك بحثًا عن خفض التكاليف، إلا أن النتيجة كانت في كثير من الأحيان كوارث أخلاقية وجودية تضرّ بسمعة العلامة التجارية.
1. آبل وفضائح مصانع فوكسكون
واحدة من أشهر القضايا كانت مرتبطة بشركة آبل، وتحديدًا بمصانع شركة فوكسكون الصينية. هذه المصانع كانت تصنع أجهزة آيفون وآيباد، لكن تقارير صحفية كشفت عن:
-
ظروف عمل قاسية تصل إلى 12 ساعة يوميًا.
-
انتحار عدد من العمال بسبب الضغوط النفسية وسوء المعاملة.
-
سكّ العمال في سكنات مزدحمة وغير آدمية.
رغم أن آبل ردّت بتحقيقات وتحسينات، إلا أن الضرر الإعلامي كان كبيرًا، وفتح أعين الناس على الجانب المظلم لصناعة التكنولوجيا.
2. نايكي وأديداس: استغلال العمالة الرخيصة
رغم أن نايكي وأديداس حاولتا نقل جزء من التصنيع لدول مثل فيتنام وإندونيسيا، إلا أن بعض خطوط الإنتاج لا تزال في الصين. تقارير حقوقية تحدثت عن:
-
أجور زهيدة لا تكفي للحياة الكريمة.
-
عمل قسري محتمل لأقليات الإيغور في بعض المصانع.
-
ساعات عمل طويلة في ظروف خطرة وغير إنسانية.
3. ماركات الألعاب: الرصاص في ألعاب الأطفال
في 2007، واجهت ماركات ألعاب شهيرة مثل Mattel فضيحة ضخمة بعد أن تبين أن بعض لعب الأطفال المصنعة في الصين تحتوي على نسب عالية من الرصاص في الطلاء. تم سحب ملايين القطع من الأسواق، وتعرضت الشركة لغرامات، إضافة إلى ضربة قوية في ثقة العملاء.
4. ملابس "فاست فاشن": الموضة الرخيصة بثمن باهظ
ماركات مثل H&M وZara وShein تصنّع جزءًا كبيرًا من منتجاتها في الصين. انتشرت تقارير ومقاطع فيديو تظهر:
-
سوء أوضاع العمال.
-
تلوث بيئي نتيجة الإهمال في التخلص من مخلفات التصنيع.
-
استغلال الأطفال في بعض سلاسل التوريد (بحسب تقارير غير مؤكدة لكنها متكررة).
لماذا تستمر الشركات رغم كل ذلك؟
الإجابة ببساطة: المال. الصين توفر:
-
بنية تحتية صناعية متقدمة.
-
أيدي عاملة رخيصة ومنضبطة.
-
قدرة هائلة على الإنتاج السريع.
لكن هذه المزايا تأتي أحيانًا على حساب حقوق الإنسان، وجودة المنتج، والسمعة العالمية.
فضائح التصنيع في الصين ليست مجرد قصص عابرة، بل تذكير دائم بأن وراء كل منتج تشتريه قصة، وفي بعض الأحيان، تكون تلك القصة مظلمة. المستهلك الواعي اليوم لا يهتم فقط بما يشتري، بل كيف ولماذا وأين صُنع ما يشتريه.